المصير المشترك لكافة الأمم

ما أحوج البشرية في هذا الزمن إلى نبذ خلافاته والتكاتف والتعاضد من أجل إحلال السلام والوفاق والمحبة بدل الحرب والبغض والكراهية. فالتعصبات العرقية والدينية والوطنية والسياسية المستشرية في هذه الأيام باتت تهدد بتقويض بنيان العالم الإنساني. والشواهد لا تخفى على العين البصيرة، فمتابعةٌ للأخبار في أجهزة الإعلام المرئي والمسموع تكشف هول المأزق الذي تعيشه البشرية اليوم جراء غيّه وإصراره على تجاهل كل ما يمليه الضمير الإنساني وإعراضه عن كل ما دعت إليه الأديان السماوية والشرائع الإلهية بالتحلّي بالفضائل الإنسانية من محبة وألفة ووفاق وعدل ومساواة. ولم تكن هذه الأديان يومًا سببًا للخلاف أو العداء، “لأن أساس جميع الأديان هو الحقيقة، والحقيقة واحدة لا تعدد فيها..” وهذا النزاع والخلاف الموجودين بين أتباع الديانات المختلفة مردّهما التقاليد المختلفة من صنع البشر والتي امتزجت بالممارسات الدينية فأصبحت جزءًا منها، وهي ليست من الأنبياء بل حادثة وبدعة.

أليس حريّ بنا أن ننبذ تلك التقاليد التي تهدم بنيان الروابط الإنسانية السليمة؟ ألا يجدر بنا أن ننظر إلى جوهر الأديان والمبدأ الأصلي الذي تنادي به؛ مبدأ وحدة العالم الإنساني؟ ألسنا بحاجة إلى أن نعيد النظر في العلاقات التي تحكمنا؟ ألسنا بحاجة إلى أن نجدد رؤيتنا نحو تاريخ العالم الإنساني؟ ذلك التاريخ المجيد لعهد أنبياء الله والمرسلين “الذين تولوا تربية العالم الإنساني في عهود طفولتها الجماعية كمنفذين لمسير حضارة واحدة”؛ حضارة تأسيس الحب والسلام والوفاق بين أبناء الجنس البشري.  نعم! ذلك هو تاريخنا الذي ينبغي أن ندرك حقيقته ونتعلم منه لكي نجني ثماره الخيرة! 

فلننبذ الاختلافات القائمة! ولنضع جانبًا التقاليد الهادمة! فلنتكاتف من أجل الخير والصلاح ونكون سببًا في إحلال السلام والوفاق.  ذاك هو قدرنا ومصيرنا المشترك.  “إنّ ربّكم الرّحمن يحبّ أن يرى مَن في الأكوان كنفسٍ واحدة وهيكلٍ واحد.” – بهاءالله

أضف تعليق